سوريا يا حبيبتي اعيدي كرامتي: تشاك هيغل يؤكد :: أمريكا كانت على وشك ضرب دمشق في 2013 والرئيس ألغى القرار .... الإدارة الحالية تفتقر لاستراتيجية واضحة بشأن سوريا "مجلة فورين بوليسي" 2015/12/18 شن وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هيغل هجوما شرسا على البيت الأبيض وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقال للمجلة الأمريكية إن البيت الأبيض حاول تدميره وأن إدارة أوباما همشت البنتاغون، وطعنته في الخلف، مؤكدا أنها لا تملك حتى الآن استراتيجية لإصلاح الوضع في سوريا. وأوضح هيغل في أول مقابلة صحيفة يجريها منذ أن ترك منصبه في فبراير الماضي أنه لا يزال حتى الآن يشعر بالحيرة إزاء الأسباب التي دفعت بعض مسئولي الإدارة إلى تدميره شخصيا في الأيام الأخيرة في منصبه، وانتقدوه في تصريحات مجهولة للصحف حتى بعد أن سلم استقالته. وقالت المجلة الأمريكية إنه على الرغم من أنه لم يحددها بالاسم، إلا أن انتقادات هيغل انصبت بشكل واضح على مستشارة الأمن القومي لأوباما سوزان رايس وبعض العاملين معها، وقال مساعدون سابقون لهيغل ومسئولون سابقون بالبيت الأبيض إن وزير الدفاع السابق اشتبك مرارا مع رايس إزاء سياسة سوريا والمعتقل غوانتنامو الأمريكي. وقدم هيغل نظرة من داخل الإدارة التي لم تكن مستعدة للتعامل مع الصراع متعدد الجوانب في سوريا والهجمات التي قام بها تنظيم "داعش"، ووفقا لرؤيته، فإن الإدارة افتقرت لاستراتيجية واضحة بشأن سوريا خلال الفترة التي أمضاها في منصبه، وأشار إلى أنها ربما لا تملك استراتيجية قريبا على الرغم من المجازر الحالية وأمواج اللاجئين. وكشف هيغل في المقابلة عن أن أوباما رفض شن هجوم ضد بشار الأسد في أغسطس 2013 بعد الهجوم الكيماوي الذي حدث في غوطة دمشق وأسفر عن مقتل 1400 شخص، وقال إنه في هذا الوقت كان الجيش الأمريكي يستعد للحرب لأن أوباما كان قد حذر علنا الأسد من أن نظامه سيواجه عواقب لو تجاوز الخط باستخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، وعندما وقع الهجوم أمضى هيغل الوقت في الموافقة على خطط نهائية لإطلاق صواريخ كروز تومكاهوك ضد دمشق، وكانت المدمرات البحرية الأمريكية في البحر المتوسط مستعدة في انتظار الأوامر لإطلاق الهجوم، إلا أن أوباما طلب من هيغل التراجع وقرر أن يتجاهل الخط الأحمر الذي حدده، وهو القرار الذي رأى هيغل أنه كان ضربة قوية لأوباما وللولايات المتحدة. وذكرت المجلة الأمريكية أن البيت الأبيض رفض التعليق على تصريحات هيغل بإلغاء ضربات ضد دمشق وغياب سياسة واضحة حول سوريا، إلا أن مسئول رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية رفض الكشف عن هويته قال إن الرئيس لم يكن مستعدا للمضي في عملية عسكرية في عام 2013 دون استشارة الكونغرس وتأييده لقراره، وأصر المسئول على أن أوباما لديه استراتيجية واضحة لهزيمة "داعش" تعتمد على استخدام القوة الجوية وتدريب القوات المحلية جنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في سوريا والتفاوض لرحيل الأسد.